حرقة الشيوخ
يا زمان الحب،قد ولى الشباب و توارى العمر كالظل الضئيل
و امحى الماضي،كسطر من كتاب خطه الوهم على الطرس البليل
و غدت أيامنا قيد العذاب في وجود بالمسرات بخيل
فالذي نعشقه يأسا قضى و الذي نطلبه مل و راح
و الذي حزناه بالأمس مضى مثل حلم بين ليل و صباح
يا زمان الحب هل يغني الأمل بخلود النفس عن ذكر العهود؟
هل،ترى،يمحو الكرى رسم القبل عن شفاه ملها ورد الخدود؟
أو يدانينا و ينسينا الملل سكرة الوصل وأشواق الصدود؟
هل يصم الموت آذاناوعت أنه الظلم و أنغام السكون؟
هل يغشي القبر أجفانا رأت خافيات القبر و السر المصون؟
كم شربنا من كؤوس سطعت في يد القاسي كنور القبس!
و رشفنا من شفاه جمعت نغمة اللطف بثغر ألعسَ!
و تلونا الشعر حتى سمعت زهر الأفلاك صوت الأنفس
...تلك أيام تولت كالزهور بهبوط الثلج من صدر الشتاء
فالذي جادت به أيدي الدهور سلبته خلسة كف الشقاء...
لو عرفنا ما تركنا ليلة تنقضي بين نعاس و رقاد
لو عرفنا ما تركنا لحظة تنثني بين خلو و سهاد
لو عرفنا ما تركنا برهة من زمان الحب تمضي بالبعاد
قد عرفنا الآن لكن بعدما هتف الوجدان قوموا و اذهبوا
قد سمعنا و ذكرنا عندما صرخ القبر و نادى اقتربوا